سيبتلع المريض مستقبلاً غرفة عمليات بأكملها. نحن لسنا أمام فيلم خيالي إنما هومشروع أوروبي يدعى (Aracnes) تقوده مدرسة سنتانا العليا بمدينة بيزا الإيطالية وتشترك فيه جامعات بيزا وبرشلونة الإسبانية وكلية "امبريال كوليدج" بلندن.
تتألف غرفة العمليات المنمنمة هذه من مجموعة من الأدوات والآلات النانوسكوبية التي يمكن للجسم احتضانها بكل سهولة. منذ زمن سحيق، يعمل الباحثون الأوروبيون على نقل غرفة العمليات من خارج جسم المريض الى داخله. في المقام الأول، يستهدف الباحثون نقل هذه الغرفة الى معدة المريض.
أساساً، ينصب الاهتمام على استخدام التكنولوجيا الجديدة لمعالجة المشاكل المرتبطة بالبدانة والتهابات رأس المعدة. هذه بداية استعمال التكنولوجيا التي ستتحول الى طريقة نقالة يمكن تطبيقها خارج المعدة عن طريق إحداث ثقب ميكروسكوبي في بقية أعضاء الجسم من أجل إدخال كبسولة تحوي غرفة عمليات متكاملة. تجدر الإشارة هنا الى أن أي محاولة لثقب المعدة قد تجلب معها التهابات حادة.
بفضل أنبوب صغير الحجم، يتم إدخاله من فم المريض، الخاضع للبنج الموضعي، يمكن للجراح "إسقاط" كبسولة حجمها عشرين مليمتراً في المعدة. بالطبع، تحوي الكبسولة على غرفة العمليات المنمنمة ومنها الأذرع الميكروسكوبية، التي يمكن التحكم بها عن طريق عصا خارجية (joystick)، وأدوات أخرى تسمح بمراقبة أحوال المريض.
هكذا، يستطيع الجراح، الجالس أمام الكونسول، العمل عبر هذه الأذرع الجراحية ومراقبة بارامترات المريض الحيوية دون الحاجة الى أي شيء آخر. مع ذلك، يبقى الذكاء في أيدي الجراح ودماغه والتكنولوجيا ليست إلا وسيلة غير مستقلة(لليوم) تسعى الى تسريع وتسهيل المهمات كافة.