بنو يعرب
يـــا أمــة قـــد بــاعهــــا الحـــراس فــانهـــــــار مـنـهــا الســقـف و الأســـاس
بــاعـوك بـيعــة زاهـــد مـتـرخــص أواه مـمـــــــا يـفعـــــــــل الـحــــــــــــراس
هـبــل أبـوهـم و الـضـلالـة أمـهــــم و الـلات قـائـدهــــــم وهــم أنجــــــــــــاس
فكبيرهـم و صغيرهـم و قــــويـــهـم و ضـعـيـفـهـم مـتـلصلـص نـســــــــــنـاس
فإذا أديـر الــكـأس خــروا ســـــجدا كـــــم ضيــع الأوطــــــــان ذاك الـكــــــاس
إبـلـيــــــس صـدق ظنــه فـيـهم فما بـقـيـت لــهـم شــيـم ولا إحـســـــــــــــــاس
كأنك ترى عــزة المجـد في عـينهـم هــل هي حـقـيـقة أم هي ذاك الـلــبــــــاس؟
وترى منهم من اغتنم صفو الليالي من زاد مــالـــه و مــن هـــــــزه الإفـــلاس
فهـذي حـــال كـل امـــرئ متـذمـــر فــلـم تـكـن لــه الـدنـيـا ســـوى الـتـبــــاس
أواه على قلوب أراها تمشي حائرة والأقــدام ثـابـتـــــــة لـــيـس لـهـا مــــداس
وما أن انتهـشت فـلسطين ومزقـت حـتـى كــان لـلعلـوج مـن بـعـد افـتــــــراس
فـالـذئــاب لا تـنـــام بـغـير مأدبــــة أعـدتــها غــارات يخشى منها المســــــاس
فـاسـتـفـيقـوا حـمـاة وطني أفـيقوا فـقـد ضـاعـت شـعـوب وقـد أكلـنا النعـــاس
وعـلى العـهــد سـنـبـقـى ما حـيــيــنا فـلـسـنـا مـن كــانـت كـرامـتـهــم عــلى الأرض تـــــداس
فلا نرضى من أدلى بأقوال ملفـقــة ولا مـن خـرجــوا عــن الـعـهــد وخاســـوا
أطـفــال تـراهــا فـي ســبـيـل الـنـصـر زاحــفـة لا مــردع لـهـا فـقــد طـــــــــال الشـمـــــــاس
فهذي حجارة من الحقد قد نطـقــت بـيـد طـفــل لـهــا فـي كــفـه اغــتـمــــــاس
يـــا جـنـد صـــلاح الـديـن هــل قــرت أعـيــنـــكم و الــكـفــر طـــاغ ولـيــس لــه قـيـــــــــاس؟
فـلتـكن لـديكم من الصديق حكمــة ومـن الـفـــاروق و ذو الـنـوريـن اقـتبـــاس
فـالـدمع يـغـلـبني والـقـهر يأكلـني لـمـــــاذا لا يـكــون الجــهــــــاد لـنــــا آس؟
فاغفر الهي إلى من تعالت روحهم و اجـعــل لـنــا مـن الــنـصــر اخـتـبـــــــاس