جرح بغداد
جــرحي و جــرحك يا بغــداد سيـــان فــأنت والقــدس في الأحــزان أخـتــان
جــرحــان مــا سـطر التــاريخ مـثلهــما جــرح قــديم وجــرح حـاضــر ثانــــي
هـذي فلـســطين قــد حـلت جــدائلهــا تبـكي العـــراق عظيـم القــدر والشــان
أضــحى العــراق أســيــرا بين اخــوتـه يــا ويـل أمـــة عـــــدنان و قــحطـان
باعــوا العــراق فـصـار الـبيـع عــادتهم سـحـقـا لبــاغ خسـيس الطبع خـــوان
كــيــوسـف حــينـمــا أرداه اخــــوتــه فـصـار فـي البـئـر فـي طـيـات نسـيـان
ليـت السـمـاء علـى من تحـتـهـا وقـعت ومــــادت الأرض أو عــــمت بطوفــــان
و لا رأيـنـا عـلـوج الـروم عــــــابـثــــة فـي أرض بغـــداد فـي إفـك وطـغــيـــان
جـــاء العلــوج بأحــقـــاد مــبــيــتـــة بحــــجــة العـــدل أو تحــرير إنســــان
كـــــذب وزور و أقــــــوال ملـفـــقـــة هل يـؤخـذ العــدل من أنيــاب شــيـطان
صــبــوا عـلى الأرض آلافـــا مــؤلفـــة مـن آلة المـوت تخــفـي حــقــد أزمـــان
كـم دمـروا مـن بيـوت فـوق سـاكـنهـا ومــــــات طـفـل وأم تحــت نيــــــران
فــمـا رعــوا حـرمـة للـطفل في صـغـر و لا لشــيـخ كــبــيــر عــاجــز فــانـي
كم غـارة فـي ظـلام اللـيل قـد لـطمت لــفــقــد بعـل لهــا أو فــقــد إخـــوان
كم مـن يتـامى حيـارى غـاب عـائلهم يشكـون لـلــه فــقــد العــائل الحــاني
لجـرح بغــداد ذاب القلـب مـن كـمـد فكـيف تغــمض بعــد اليــوم أجـفــاني
بغــداد كـم كـنت للمظـلوم منصــفـــة و كـنـت كـــالطود فـي عـــز و بنيــان
و كنت لـلعرب فـي لـيل الـدجى قمرا فــقـــابلــوك بعــصــيـــان وخـــــذلان
يـا جنـد إبليس لا قـرت ضـمــائركـــم فـــالـكل منكـم لئــيـم بــائع جـــــاني
صرتم مـن الله فـي سـخط وفـي غضب حـــــتى تــوزن أعــــمــــال بمـيـــزان
تبـكيـك بغــداد أجــفــان مــقــرحــة مــا هبت الـريـح أو مــالت بأغــصـــان