إلى فلسطين الصامدة
تـــذرف الـعـــــين دونمـــــــا أي داء غــيــر فــرط الــجوى و جــهــد البـــلاء
و طــيـوف الأســى تــوالـت عليـــهــا مــن جــمــيـع الأنـحـــــاء و الأرجــــاء
كـم صــبــرنـا علـى الجـــراح و قـلـنـا كـــل جـــرح مــــــــــآلــه لـلشـــــفــاء
فــأبى الـــجرح لـلشــــفــاء ســبــيـلا و غـــــدا الـــــــداء مــــــــالـه من دواء
يــا فــلــســطــين كــم بكتك عــيــون تــــذرف الـدمــع دونمـــــا إعــــيــــاء
يــا فــلــســطــين أنــت درة تــــــاج رصــعــتــه جــمـــــاجـم الــشـــهـــداء
فــــتـــيـــة آمــنـــوا وزاد هـــداهـم فــدعـــــاهـم إلـيــــه رب الـســـــمـــاء
صــدقــوا عــهــدهـم فمــاتـوا كـراما وارتـقـــــوا فـي مــــراتـب الـعلـيـــــاء
فكــأنـي بالحــور قــد طـرن شــوقــا لـلـقــــاهـم يــا حــسـن ذاك الـلـقـــــاء
و كــأنـي بذلـك الـمــلأ الأعـلـى تهـيــأ لـهم بـحســن احــتــفـــاء
فـارفــعي الرأس حين أصـبـحت أمـا لـلـرجــــال الـعـظـام أهـل الـوفـــــــــاء
كـل جــود مـن دون جـــودك بــخـل أنـت أم الـســــــــخـــــاء أم الــعــطــاء
كـل فـخـر مـن دون فـخــرك عــــار إذ كــســا الـعـــــار أوجـــه الـجــــبـناء
يـا جـنـيـن الـقـــسـام سطرت مجدا بـحــروف مــجـبـولـــة بـالـدمـــــــــاء
وقـف الـصــيـد مـن شـبـابـك صـفــا مــحـكـمــــا ضــــد آلـــــة الأعــــــــداء
كـم أبــادوا مـن الـيـهــود جـمـوعــا و أذاقـــــوا شــــــــارون مــر الــعــنـــاء
حـيـث لا مــاء عــنـدهــم أو طـعامـا و اشــــتــداد الـظــلــمـــاء و الــبـــلــواء
نـفـذت منهم الـذخـيـرة فـاخـتاروا علـى الـذل مـيـتـة الشــرفـــاء
و تـلـول الـســلاح عـند بـنـي يـعرب مـلـت مـن خزنها و الـبـقــاء
فـقـضــوا ســـــادة كـرامـــا عـــزازا و ســعــى الـمـجــد نـحـوهـم بــانـحـنـاء
علـمـوا الـكـون فـي الـبطـولـة درسـا سـوف يـبـقـى مـا طــال حـبـل الـبـقـــــاء
لـك مـنـي جـنــيـن ألــف ســــــلام و لــنـابــلـــس فـــــيـض كــل ثــنـــــــاء
جـبـل الـنـار كــم بـذلــت رجــــالا كـلـهــم مـاجـد شـــــديــد الإبــــــــــــاء
و بـــالأردن لـسـت أنسـى رجــــالا كـالأســود الـغـضــاب يــوم الـلـقـــــــــاء
وخـلـيـل الـرحـمـن أبــدت فـعــالا خـــــالــدات و بــيـت لــحـم الــفـــــداء
كـل هـذا و الــعــرب عـنـهـا نيـام دون خـــوف أو رادع مـــن حـــيـــــــــاء
أســلـمـوهــا وطـلـقـوهــا ثـلاثــــا و بـكـوهـــــــا أف لــــه مــن بــكـــــــاء
أبـرمـوا الأمـر فـي غـيـاهـب لـيـل ويـح نـفـســـي مـمـا جـرى فـي الـخــفــاء
رب يـســر لـنـا ســبـيـل نـجــــاة و اهــدنـــــــا لـلـمـحـجــة الـبــيــضـــاء
و ازحـفـي يـا كـتائـب النصر حتى تـسـعـد الـقــدس بـعـد طــول شــــــــقـاء
ويـعـود الأقـصـى الأســـير عـزيـزا و بـــلال يـعــلـي نـــداء الـســـــــــــمـاء
فـعـلـيــك الـصــلاة لــيــل نـهــار يــا رســول الـهـدى و حـبـل الــرجـــــاء
الشاعر :حسن سميح النجار
الأربعاء يوليو 23, 2008 7:38 pm