ليلة عاشق
في الليل تطفأ الشموع ...
ويغرق الوجود في الظلام ...
كل الوجود ...
القصور والخيام ...
في الليل تصمت الاذان والشفاه ...
وكل كائن يضيع ...
لا فرق بين الصيف والربيع ...
في الليل يرجع القطيع ...
ويخلد الرعاة ...
في الليل تحلم النجوم في المياه ...
ويهمس النسيم للحياة ...
يا ليتني أضيع في جمالك البديع ...
في الليل تخنق الحياة أو تموت ...
الا فتاة فقدت حبيبها ...
وامرأة مات وحيدها الرضيع ...
في الليل يا رفيقتي تنطفئ الشموع ...
وتختفي في بحره الفروع والجذوع ...
وتنشط الأفاعي في الظلام ...
لأنها في يومها تجوع ...
بالله يا رفيقتي لا تحرقي دمي ...
لا تجعليني ألعق الشقاء بالفم ...
فانني رماد ...
تثيرني شفافة الظلام ..
تغلي دمي أشعة القمر ..
وتبعث الأسى وتخلق الضجر ..
لا تجعليني بعد حين .. ألعن القدر ..
والبس السواد ..
واعلن الحداد ..
فانني بشر ..
يعيش في دمي الحب والهوى ..
ولا يعرف اذا ما انتقص الخطر ..
عزيزتي ...
لا تطلبي مني الخروج في الظلام ..
فقد يثور خافقي اللعين ..
وعندها ترين ..
بأنه لا ينفع البكاء ..
ولا الدعاء للسماء ..
وقد تحرقي ..
ان تثقي بي ..
يا نتف ثوب الزنبق ..
وعندها لا تنفع الدموع ..
فقد تحرقت بقية الشموع ..
ودائما احب ان أشبع لأنني أجوع ..
ولم يشبع هواي كل هذه الجموع ..
فما أنا محمد ولم أكن أنا اليسوع ..
الشاعر : حسن سميح نجار