الخيال الضيق
في خيالي، ألف صورة، صورة تخنق صورة ..
صورة القلب الذي يحرق في الحب شعوره ..
سفن الماضي تناديه لكي تأكل في الليل بحوره ..
صورة الكاهن اذ يستجدي من الحانات نوره ..
ثائر الصلبان محروق التعاويذ الكثيرة ..
يسبد الأغوار بالبخور، بالريح الطهورة ..
يخدر القلب اذا ما اعترفت بغي صغيرة ..
صورة البحر، ومدّ الماء لا يخفي صخوره ..
راعش الصفحة كالأفكار، مجهول السريره ..
عاشق مثلي، ولكن شرب الموج سروره ..
ليته يأخذني كي تحضن الروح ضميره ..
مثلما يحتضن الجو مع العصر طيوره ..
أنا لا أخشاه، لا أخشاه، لا أخشى هديره ..
ان في نفسي أسرار كما فيه مثيره ..
صورة الحقل الذي يمنح للنحل عصيره ..
والى الناس المهابيل المجانين عطوره ..
لا يبالي ان تناسوه وقد شموا عبيره ..
والى من هبّ أو دبّ به يعطي زهوره ..
ليتني في كرمة الحقل شرايين أسيرة ..
أتلوى كلما أعطى الى الناس خموره ..
غير أني لست من هذا ولا ذاك، أنا نفس كبيرة ..
سحرتها صورة حبيبتي التي تعطيه شعوره ..
صورة البحار يستجدي من البحر قبوره ..
صورة الحقل الذي يبصر من غير بصيرة ..
لست أدري أنني بالأمس والان أحببت أميرة ..
وأنا أسأل هل كانت بأشواقي جديرة ..
ليت شعري كان ردّها أم ترى صارت أسيرة ..
لست أدري ..
فقولي من يعرف في الحب **يره ..
الشاعر : حسن سميح نجار