أسير الحب
ماذا عليك اذا همست وذبت بي ..
وأدخلتني بقلبك المتصابي ..
وسحبت فوق خرائبي ذيل الهوى ..
وشربت من الميّ ومن أوصابي ..
أنسيت أنك روح روح قصائدي ..
ونسيت أنك تحفة الأحباب ..
وجوى الهوى من مقلتيك على فمي ..
وسكنت كالاحساس في أعصابي ..
فستائري سالت كثوبك عندما ..
كان الحب يحرس طيفه أبوابي ..
ونثرت من غيمات سحرك غيمة ..
فزرعت ورد الحب في أعتابي ..
ورقصت في الشفق الجريح صبية ..
وطرزت منه مطارفي وثيابي ..
وبنيت لي في خافقيك هياكلا ..
وسحابك المسحور ضمّ سحابي ..
وربابتي في صمتها .. أغنيتها ..
من عيناك بلحنها المطراب ..
وتر سفحت على قوادمه هوى ..
فحضنته وهمست: أنت ربابي ..
وطفت في الغيمات أنتف ثوبها ..
نتف الصغير الراجف المرتاب ..
وسرقت من قزح حواشي ثوبه ..
وخلطتها بالطيب والأعناب ..
وتركتها نتفا تضيع على فم ..
من نبعه المسجور كان شرابي ..
ذكراي أنت اذا رحلت وسلوتي ..
وعواطفي الخضراء عند ايابي ..
مهما تخاطفك الشرود عن الهوى ..
ستعيدك الأوهام للمحراب ..
وهناك بين هياكل سحرية ..
وستائر بأريجها الجوّاب ..
تقضين صلاتك في حرارة تائب ..
وسترجعين اليّ بعد متاب ..
وستهمسين اليّ: ها أنا والهوى ..
فانس العتاب أنا نسيت عتابي ..
وتعود تجمعنا عريشة حبنا ..
عدنا وبعد تألم وعذاب ..
مهما بعدت فسوف يجذبك الهوى ..
وستغرقين ببركة الأطياب ..
مهما تصنعنا البعاد فاننا ..
كذابة ضحكت على كذاب ..
انت انفجارات الشعور بخافقي ..
انت الحياة وانت بعض **ابي ..
الشعر يأكلني ويأكل من دمي ..
يمتص من قلبي ومن أعصابي ..
فكأنني أعطيه طاقاتي التي ..
كانت لسحر فتوتي وشبابي ..
أنسيت في ليل الشتاء يضمنا ..
دفء الهوى وحرارة الأحطاب ..
ترنين لي وعلى عيونك اهة ..
تغفو ملامحها على أهدابي ..
وعلى الأريكة تبتسمين كأنما ..
ترجين عيني ان ترد جوابي ..
ونقوم بين تعثر وتشوق ..
وحرارة خضراء ملئ اهابي ..
ونظل نرنو في الظلام .. تشقه ..
أطياف مئذنة وبعض قباب ..
وبشرفة أزهارها نثرت هوى ..
ويرف شوقا سترها المتغابي ..
أغفو برعشة قبلة ذهبية ..
معزوفة من سيلنا المنساب ..
يا همستي وانا بصمتي غارق ..
يا لحن ناي في ظلال الغاب ..
عودي فحبك بعد طفل يافع ..
يا زهر ايامي ويا اكوابي ..
عودي هجرت يراعتي وفطمتها ..
وفمي يلوب على كؤوس شرابي ..
حبيبتي يا سراج روح ما انطفا ..
عودي أحبك يا حروف كتابي ...
الشاعر : حسن سميح نجار