الطريق الموهوم
يا صديقي ! ..
أغنيات الأمس تمتد على طول طريقي ..
كالتماثيل عرايا ..
جلست ترشف في رفق ثمالات رحيقي ..
و رصيف الشارع الموهوم ..
يمتد بأغوار شتائي الخفوق ..
يبست يا صاحبي أنشودتي ..
فوق شفاهي ..
و لقد جففت الرؤيا عروقي ..
لي شموس لا تسألني , ..
أين غابت , ..
لم تغب يا شاعري ..
بل **بحت دون شروقي ..
و رحيقي , ..
شرب الحزن يا صاحبي في الليل , ..
رحيقي ..
يا صديقي , أين انت ..
يا حبيبي , أين انت ..
أين ضيعت شبابي , أين ضيعت ايام عشقي ..
أين ضعت ..
لم يزل ينتظر البيت حرير العروق ..
و سريري لم يزل , ..
لم يزل يا صاحبي يصرخ بي ..
أين رفيقي ..
و قميص ثائر الأكمام ..
محموم على صدري يناديني بضيق :
من زمان قد طال , ..
لم تختفي صورته عن عروقي ..
لا و لا باع و لا حتى اشترى ..
من خيرات سوقي ..
لم يزل يا صاحبي كأسي , ..
على فمي , ..
لقد يبسته فارحم عروقي ..
عد الينا , ..
لم نزل في الغيم ..
في بيت من الكرم الوريق ..
لم يزل في الصدر بعض الفيض ..
كل الفيض , ..
فارجع يا صديقي ..
لم يزل كوخي من الزهر ..
ولا زالت خموري من رحيق ..
وعيوني رغم سهري ..
لم تزل تغرق في بحر بريق ..
عد الي , ..
عد الي , ..
و اذا ما مت في الوحدة ..
- ان ما عدت – لا تبكي علي ..
هكذا شئت ..
و شاءت يا شفيف الروح ..
ان تدعني أحيا طريقي , .... .
الشاعر : حسن سميح نجار