قمران في سماء الأرض ليوم واحد

يشهد عام 2007 رصدا إعلاميًّا مميزاً لنشاط القمر، فبعدما ظلت وسائل الإعلام تركز على تغطية حجب قرص الشمس للقمر، بدأ القمر يلعب دور البطولة إعلاميًّا في حجب عدد من الكواكب، فبعد أقل من شهر من مروره أمام كوكب زحل، يمر القمر يوم 18 يونيو 2007 أمام الزهرة، والمميز في الحدث هذه المرة حدوثه ليلاً بالنسبة لعدد من العواصم العربية، وبالتالي فسيتمكن البعض من متابعة الحدث بالعين المجردة.

يعطي للظاهرة رونقاً خاصا، ما يتميز به كوكب الزهرة من لمعان شديد على اعتبار أنه ثالث ألمع جرم بسماء الأرض بعد كل من الشمس والقمر، وبالتالي ستمتلك أرضنا لدقائق قمرين منيرين في سمائها.

وسيرى المراقب للظاهرة انسحاب القمر شرقًا من طرفه المظلم نحو كوكب الزهرة حتى يعبر من أمامه، ويخفي قرصه خلال أقل من دقيقة واحدة؛ بسبب سرعة القمر المدارية، وينتهي الحدث بظهور كوكب الزهرة للسطوع من جديد ناحية الطرف المنير للقمر؛ وعليه سيستغرق عبور القمر من أمام مدار كوكب الزهرة 65 دقيقة يعود بعدها الكوكب للظهور من الطرف المنير للقمر.

يشهد الحدث كلٌّ من منطقة الجزيرة العربية وغرب آسيا وشمال شرق إفريقيا والصومال وأوروبا وشمال شرق أمريكا الشمالية. وبينما تشهد المناطق السابقة أجمعها الاحتجاب فإن الأوفر حظًّا هم من ستتاح لهم مراقبة الظاهرة ليلاً.

فستشهد أجزاء من السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، واليمن وكذلك شمال ووسط الصومال أيضًا احتجابًا كاملاً ليلاً، وستنفرد جزر القُمر بمشاهدة عبور القمر قرب الزهرة ليلا ولكن بدون احتجاب.

أما الخط الواصل ما بين الكويت ومكة المكرمة، والخرطوم وحتى منتصف السودان، فسيشهد الاحتجاب وقت الغروب، ويعاود الزهرة الظهور من وراء القمر ليلا، أما باقي البلدان فستشهد الاحتجاب نهارًا ويمكن رصده بواسطة التليسكوب.

وحسبما أوردت الجمعية الفلكية الأردنية فسيكون الاحتجاب في التوقيتات المحلية للدول كالتالي:

مسقط: 19:59 إلى 21:01

أبو ظبي: 19:26 إلى 30:31

الدوحة: 19:23 إلى 20:30

صنعاء: 19:11 إلى 20:10

الرياض: 18:51 إلى 20:00

الكويت: 18:43 إلى 19:52

القاهرة: 17:28 إلى 18:42

ظاهرة الاحتجاب
ظاهرة الاحتجاب ليست وليدة اليوم، تحدث بمجرد مرور جِرْم أمام جرم آخر حاجبًا إياه كليًّا أو جزئيًّا. والأجرام التي تكون سببًا للحجب هي عادة القمر والكواكب. فهناك احتجابات يسببها القمر للنجوم أو الكواكب.

وهناك حالات احتجاب تسببها الكواكب للنجوم أو لكواكب أخرى ومثل هذه الأحداث نادرة جدا. وعلى سبيل المثال، فإن آخر احتجاب لنجم خلف الزهرة حدث في عام 1983، حيث حجب الزهرة نجمًا لامعًا من نجوم برج القوس، والاحتجاب القادم سيكون عام 2035، حيث سيحجب الزهرة نجمًا لامعًا آخر من نجوم برج القوس أيضًا.

وجدير بالذكر أن احتجابات الأجرام السماوية تعتبر مهمة للغاية بالنسبة للفلكيين، حيث إنهم يتمكنون من تصويب حساباتهم بخصوص مدارات تلك الأجرام، خصوصًا القمر وهو الأهم بالنسبة لنا على الأرض.

فبفضل مثل هذه الأحداث التي قد تمر علينا مرور الكرام تتمتع حساباتنا حول القمر بالدقة العالية حتى أننا نحسب حركته وموقعه بخطأ لا يزيد عن بضع ثوانٍ فقط.

الزهرة في سطور
"إله الجمال" هذا ما تعنيه لفظة فينوس Venus عند الرومان، ومن هنا أتت تسمية الكوكب اللامع، فالزهرة كوكب بلا أقمار، لكن 80% من سطحه عبارة عن سهول بركانية ناعمة، وأرجعت دراسة نشرتها دورية "إيكاروس" عام 2003 لمعان الكوكب إلى الكم الضخم من المعادن -كالرصاص وغيره- التي تغطي سطح الكوكب.

واليوم على الزهرة يعادل 243 يومًا أرضيًّا. وسنة الزهرة توازي 225 يومًا أرضيًّا. وأبعد مسافة تفصله عن الأرض تبلغ 258 ألف كم، وأقرب مسافة 41 ألف كم.

أول مركبة فضائية أرسلت للزهرة كانت المركبة السوفيتية "فينيرا 1" في عام 1961، لكن الاتصال معها فقد على مقربة من الكوكب قبل وصولها.

وفي 1962 حلقت "مارينر 2" الأمريكية فوق الكوكب على مسافة 34830 كم. وتبعتها "فينيرا 3" (1966)، وكانت الأولى التي تدخل الغلاف الجوي ثم لحقت بهما "مارينر 5" (1967) و"فينيرا 7" (1970) وكانت الأولى التي تهبط على سطح الكوكب، ثم "مارينر10" (1974) و"فينيرا 9" (1975) التي أعطت أولى الصور عن سطحه، تلتها المركبتان الأمريكيتان "بايونير فينوس1 و2" في (1978)، وكانت الأخيرة "ماجلان" في (1990).