عندما هاجمه عدد كبير من جمهور القلعة الخضراء بعد انتقاله المفاجئ ومن دون علم ناديه للعب في صفوف الرفاع البحريني كنت أول من وقف إلى جانبه من الصحفيين ودافع عنه لأن ناديه رفض عدة عروض لاحترافه وكان أغلبها يسيل له لعاب أي لاعب محلي في ظل تدني قيمة الصفقات الداخلية في الكرة الأردنية إضافة إلى الرواتب الزهيدة جدا .
لاعب المنتخب الوطني وفريق الوحدات سابقا عبد الله ذيب الذي أصبح توقيعه لصفوف شباب الأردن هو الشغل الشاغل لدى الشارع الرياضي الأردني لم يكن قراره هذه المرة موفقا على الإطلاق وهو الذي قال عدة مرات بأنه لن ولن يرتدي قميص أي فريق أردني سوى الوحدات .. وأظن بأن ما قاله الذيب عبد الله لا يمكن وصفه إلا أنه "كلمة شرف" كان عليه احترامها خصوصا أمام جمهور كان غاضبا منه لأقصى درجة بعدما خلع ناديه الوحدات الذي ساهم في بنائه ورسم موهبته وكان له الفضل الكبير في ما وصل له وهو ما اعترف به اللاعب مرارا وتكرارا .
في خطوة غير احترافية وربما "حيلة" مكشوفة من اللاعب نفسه قام ذيب باقتحام تدريبات فريق الوحدات لكي يتدرب معهم من دون الحصول على موافقة مسبقة من قبل المسؤولين في القلعة الخضراء . ولكن حسبما وردني من معلومات أن المدير الإداري للفريق الزميل صلاح الدين غنام قام بتصرف منطقي للغاية عندما منع اللاعب من اقتحام تدريبات الفريق والتدرب معهم . فهل كان عبد الله ذيب يتوقع أن يلقى ترحيبا مَهُولا من قبل اللاعبين والإداريين والفنيين في الفريق الذي غادره بصورة مفاجئة ؟! . علمت بهذه الحادثة عن طريق أحد الزملاء وعندها تأكدت على الفور بأن هناك لعبة حيلة تحاك من عبد الله ذيب . وهو ما أكده اللاعب نفسه بعدما قام بالتوقيع لفريق شباب الأردن . وهذا الأخير سأتحدث عنه وعن كلمة شرف أخرى أهدرها في سياق حديثي .
عبد الله وبكل دهاء كان يعرف تماما بأن الجماهير الوحداتية ستصب جام غضبها عليه إن قام بالتوقيع لغير الوحدات خصوصا بعد الغلطة الفادحة التي ارتكبها سابقا وما سماه جمهور القلعة الخضراء بالخيانة العظمى ؟ إلا ان ذيب حاول ضرب عصفورين بحجر . أن ينتقل لشباب الأردن رسميا وبنفس الوقت ضمان عدم غضب جمهور الوحدات وثورته عليه. فقام بافتعال هذه المشكلة ليوضح للجمهور الأخضر بأن الوحدات رفض عودته وطرده من المران الخاص بالفريق . على الرغم من أنه لم يوقع للفريق من الأصل .
الطرف الثاني في القضية هو فريق شباب الأردن وما قام به من **ر لكلمة الشرف التي تعهد بها خطيا كغيره من الفرق الأردنية والتي تقضي بعدم التوقيع لأي لاعب منتقل له من أي ناد محلي أو غادر ها النادي بطريقة غير مشروعة دون موافقة ناديه الأصلي ألذي كان يلعب له سابقا . للأسف حاول المسؤولون في فريق باب الأردن إقناع انفسهم بأن مسالة عبد الله ذيب تعتبر استثناءا أو ربما لا يمكن أن يشملها هذا الاتفاق . وهذا الكلام غير سليم على الإطلاق وللعلم فقط فإن قضية عبد الله هي التي تسببت في العديد من الإجراءات في الآونة الأخيرة فيما يخص الكرة الأردنية ومن ضمنها تسريع مسألة الاحتراف وكذلك التوقيع على ميثاق الشرف بين الأندية الأردنية . وإن كانت قضية ذيب لا تخضع لميثاق الشرف .. فأي قضية إذن تخضع له ؟ وإن إخلال شباب الأردن بميثاق الشرف سيفتح الباب على مصراعيه للاندية الأخرى لانتهاج نفس الطريقة في سرقة لاعبي الأندية الأخرى حتى وإن كانوا قد انتقلوا للاحتراف الخارجي . إلا أن انتقال عبد الله ذيب تحديدا للرفاع شابه الكثير من علامات الاستفهام وهو ما يعطي الحق للوحدات وجمهوره بأن يعتبر ما حدث بالمهزلة والإخلال لكلمة الشرف وميثاقه .
للأسف فإن اللاعب عبد الله ذيب خرج من الباب الصغير للوحدات ولا أظن بأنه سيكون في يوم من الأيام ضمن صفوفه مهما كانت الظروف وإن حدث هذا فاظن بأنها ستكون إهانة كبيرة للمارد الأخضر وجمهوره . فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!
الغريب جدا أن عقد عبد الله ذيب سيفتح الباب على شباب الأردن لمزيد من المشاكل لتمييزه في المستحقات المالية بالنسبة للاعبيه السابقين من جهة وعبد الله ذيب من جهتة وأخص هنا اللاعبين المتألقين في صفوف الفريق أمثال مهند المحارمة الذي يمكن اعتباره احد أفضل اللاعبين في الأردن في الموسم الأخير إن لم يكن أفضلهم وكذلك اللاعب النجم عدي الصيفي .
بقي ان أشيد بالخطوة الشجاعة التي قام بها السيد بكر العدوان رئيس الندي الفيصلي الذي أوقف مفاوضات ناديه مع عبدالله ذيب بسبب ميثاق الشرف حتى وإن تنبه لهذه النقطة متأخرا . في نهاية مقالي هذا أقول بأن كلمة الشرف شيء كبير وعلى من يتعهد بها أن يحترمها مهما كانت الضغوط فقد ت**بت صفقة لاعب متميز ولكنك في النهاية خسرت مصداقيتك أمام الجميع .