تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: خُذْنِيْ إلَيْكَ . || الأحد أغسطس 24, 2008 2:21 am | |
|
~ || خُذْنِيْ إلَيْكَ ..؛
ما زالَت تخشَى المطَر .. حيثُ المطرُ ما زالَ يُعيدُ لها ذكرياتِها التِي تحاول - جاهدةً - أن تدسَّها بين الأيَّامِ كيَ تنساهَا ! هَطلَ المطرُ وهيَ برفقَتِه ... فصَاحَت بهِ قائِلَةً :
خُذْنِيْ إلَيْكَ الآنَ .. إِنَّ القَلْبَ يَخشَىْ مِنْ مَمَاتٍ قَدْ تَسَاقَطَ إثْرَ قَطْرَاتِ المَطَرْ ! ؛ خُذنِيْ إلَيْكَ ... وَ لاَ تَلُمْنِي أنَّنِيْ أبْكِيْ ؛ فَطَيْفُ الرُّوح ... يُبْصِرُ رُوْحَ سِرْدَابٍ مِنَ الآلامِ يُشْرِقُ وَسْطَ غَيْمٍ قَدْ تَوَشَّحَ بالمَصَائِبِ والخَطَرْ ! أوْ رُوْحُ ذِكْرَى قَد تَطَاوَلَ ذِكْرُهُا ... مِنْ بَيْنِ غَارَاتِ الغُيُوْمِ .. وَ إنَّهَا تُفْضِيْ بِقَلْبِيْ نَحْوَ أعْمَاقِ الأثَرْ !
؛
خُذْنِيْ إلَيْكَ .. العَيْشُ أصْبَحَ فِيْ نُزُوْلٍ نَحْوَ آفَاقِ المَدَامِعِ والمَوَاجِعِ والكَدَرْ ! قَدْ ذُقْتُ مِنْ حُزْنِيْ وَ دَمْعِيْ مَا يَفُوْقُ البَحْرَ عُمْقًا ! - يَا لِقَلْبِيْ - كَمْ تَحمَّلَ مِنْ دُمُوْعِ الوَهْنِ خَوْفًا حِيْنَ يَغْشَاهُ السَّهَرْ ؛ هَلْ أنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَ خَوْفِيْ ؟ وَسْطَ جَأشٍ قَدْ تَعَوَّدَ أنْ يَعِيْشَ الوَهْمَ صُبْحًا ... ثُمَّ يأوِيْ - فِيْ ظَلاَمِ الكَوْنِ لَيْلاً - نَحْوَ قَارِعَةِ الضَّجَرْ !
؛
خُذنِيْ إلَيْكَ .. اليَأْسُ يَكْبُرُ فِيْ طُمُوْحِيْ كلَّمَا وَاجَهْتُ - يَوْمًا - قَدْ تَحلَّى بِالدِرَرْ ! خُذنِي لِقُرْبِكَ وَافْتَحِ الأبْوَابَ ... دَعْنِيْ ألْجِئُ القَلْبَ - المُكَبَّلَ بِالمآسِيْ - فِيْ ربَى أحضَانِ رُوحِكَ ... لَيْتَ حُزْنِي مِنْ وِصَالِ القَلْبِ يَضْجَرُ .. ثُمَّ أسْعَدُ بالأمَانِيْ والأغَانِيْ والدُّرَرْ ؛ إنّي تَعِبْتُ مِنَ الهُروبِ .. فَهَلْ تُطِيْقُ الآنَ يَا خِلِّيْ حِمَايَةَ مَا تَبَقَّى مِنْ حيَاتِي .. والعُذَرْ ؟ آهٍ وَ آهٍ .. هَلْ تُراها تَعْلَمُ الأحْدَاقُ أنَّ العَيْنَ أمْسَتْ ... مَا تُهِلُّ الدَّمْعَ تَخْشَى أنْ يَكُوْنَ الدَّمْعُ شَيْئًا مِنْ مَطَرْ !
؛
خُذنِي إلَيْكَ .. المَوْتُ يَحْرِثُ فِيْ جَنَانِيْ نَزْرَ أعْشَابٍ تُغِيْرُ السَّعْدَ ظُلْمًا حِيْنَ ... تَنْمُو وَسْطَ أيَّامٍ ... ألِفْتُ الأنْسَ فِيْهَا دُوْنَ شَكْوَى بَيْنَ قَلْبِي والقَدَرْ ! تَتَعَنْقُدُ الأعْشَابِ تُوحِيْ أنَّ عَيْشِيْ قَدْ تَقَدَّمَ - دُوْنَ سَعْيِيْ - ... نَحْوَ أعْوَامٍ تُكَشِّرُ عَنْ سِيَاطِ الغمِّ تُرْعِبُ كُلَّ قَلْبٍ قَدْ حَضَرْ ! وَ كَأنَّ شَمْسَ السَّعْدِ غَابَتْ .. كَيْ تَكُوْنَ الرُّوحُ قَفْرًا مِنْ حُضُوْرِ الأنْسِ صُبْحًا .. كَيْ تَكُوْنَ الرُّوْحُ دَارًا مِنْ سِرَرْ ؛
؛
خُذنِي إليْكَ .. وَ غَنِّ فِيْ أعْمَاقِ قَلْبِي " لاَ تَخَافِيْ ... إنّنِيْ بَالقُرْبِ ؛ لاَ تَخْشَيْ ظَلاَمًا .. قَدْ تَبَدَّىْ إثْرَ زَوْبَعَةِ الرُّعُوْدِ يَجُوْدُ قَطْرًا قَدْ يُسَمَّىْ بِالمَطَرْ " ! أرْجُوْكَ ... ضُمَّ القَلْبَ ؛ وَاعزِفْ لَحْنَ أفْرَاحٍ يُعِيْدُ البَدْرَ مِنْ وَحْيِ المآتِمِ .. يَنْشُرُ الأنْسَ المُكبَّلَ فِيْ حَيَاتِيْ .. يُوْهِنُ الأغلالَ عَنِّيْ .. يَبْعَثُ الأيَّامَ جُوْدًا فِيْ مدَارَاتِ القَمَرْ ؛
؛
خُذْنِيْ إلَيْكَ .. وَلاَ تَسَلْنِيْ - يَا مَلاذِيْ - مَا الخَبَرْ ؟
| |
|